مملكة البحرين
وزارة التربية والتعليم
مدرسة مدينة عيسى الإعدادية للبنين
قسم اللغة العربية
قصيدة حبّ و إيمان
للشاعر/ يوسف حسن
كتبت هذه القصيدة عام 1968م، كرد على التصدعات الكبرى التي أحدثتها هزيمــــــــة عام 67 المروعة. تركزت القصيدة في بيئتها و بنائها الهيكلي على عنصرين أو ركيزتين أساسيتين هما الوطن و الأمة .
الفكرة المحورية : حبّ الشاعر لوطنه و افتخاره بأمجاده.
الأفكار الرئيسة :
1- استجداء الشاعر قريحته للتغني بأمجاد قومه ووطنه.
2- وصف مظاهر الجمال في أوال.
3- تعبير الشاعر عن ولائه لوطنه و إخلاصه له.
4- فخر الشاعر بأمته العريقة السامية.
1- أنحت تسائل عن قومي و عن وطني في روعة الطير منسابًا على فنن
أنحت: أقبلت ، منسابًا : منصبًا، فنن: الغصن المستقيم .
يستهل الشاعر قصيدته بالخيال ، حيث يصف الشاعر الفتاة بأنها رائعة الطلعة رشيقة و جميلة وذلك لتشبيهه لها بالطائر الجميل الرقيق الذي يتنقل برشاقة و خفة و ينساب من غصن إلى غصن ومن شجرة إلى أخرى.
2- في رقة الجدول المنساب خطّ به نفح النسيم حديث النور و القنن
القنن: الجبال الصغيرة.
يتابع الشاعر وصف الفتاة و يصور رقة هذه الفتاة و نقاء جمالها بجدول الماء الذي تداعب مياهه الجارية الريح العليلة الحاملة لأحاديث الخير و الرفعة والجلال .
3- أومات للشعر استجدي عرائسه و للقوافي تواتيني فتسعفني
استجدي: أطلب، عرائسه: مواطن الشعر، تواتيني: توافيني .
أوقات كثيرة يقضيها الشاعر مع الشعر يطلب بالحاح كبير أحلى و أجمل كلماته فإذا القوافي الحسان تقبل عليه إقبالا ً فترضيه فيصوغ قصيدته الجميلة التي تتغنى بوطنه و جماله .
4- أيذكر البحر كم أمطرته قبلا وكم سكبت على أمواجه شجني
يستدعي الشاعر عناصر و رموز تجلى فيها جمال الوطن و خصب طبيعته و بيئته و تمثل هذه العناصر البحر و يمثل البحر ملحميًا بارزًا في بيئة البحرين و طبيعتها الجغرافية . والشاعر في هذه القصيدة يرتبط بهذا الرمز المائي ارتباطًا روحيًا ووجدانيًا. فهو ملاذ الشاعر و حديقته المائية إذا ما ضاق أو ضجر به البيت أو التاريخ أو الأصدقاء ، فقد جعله كالإنسان الذي يمطره بالقبلات الكثيرة لشدة حبّه له . فهناك الكثير من الذكريات الجميلة و الحزينة التي يتبادلها الشاعر مع البحر.
5- جدائل النخل و الأنداء ما برحت جذلى و أصداؤها تنساب في أذني
صوّر الشاعر النخل أو سعف النخل بجدائل شعر المرأة و هذا التصوير ينم عن حبّ عارم يوليه الشاعر إلى نخيل البحرين و ينم أيضًا عن عمق العلاقة التي تربط الشاعر بهذه الشجرة المباركة ، و مازالت هذه الشجرة كريمة و فرحة و كأن صدى فرحها يندفع إلى أذن الشاعر.
6- من ذا رآهن بالأثمار مثقلة رأى العذارى بخطو مثقل وهن
مثقلة : محملة و ممتلئة بالرطب ، العذارى مفردها عذراء و هي الفتاة التي لم تتزوج ، وهن : ضعيف وبطيء .
الشرح : ( ثمار النخيل كثيرة و ثقيلة و لشدة ثقلها شبهها الشاعر بالعذارى الجميلات الرشيقات اللاتي يمشين متدللات بخطى بطيئة و رزينة و يتمايلن في سيرهن كأنهن يحملن شيئا ثقيلا ً.)
الصور الخيالية : تتمثل الصورة ففي البيت بأكمله فقد صوّر الشاعر النخيل الممتلئة بالرطب و هي تتمايل كلما حركتها الريح بالعذارى وهن يمشين بخطى بطيئة و يتمايلن بدلال كأنهن يحملن شيئا ثقيلا ً و هي صورة تعبر عن حبّ الشاعر للنخلة و إعجابه بها.
7- أم الغروب و من أعطافه نهلت من الروائع روحي كلّ مفتتن
أعطافه : جوانبه و أطرافه وفردها عطف . نهلت : شربت و أرتوت. مفتتن: الجميل الذي يعجب الإنسان و يستميل قلبه.
الشرح: ( إن منظر الغروب يوحي للشاعر بالكثير من المعاني الجميلة فقد شربت روحه من روعة منظر الغروب ما يسلب العقل و القلب و يفتن الإنسان لشدة جماله و روعته ).
الصور الخيالية : (من أعطافه نهلت من الروائع روحي كلّ مفتتن)، صوّر الشاعر روحه بالإنسان الذي يشرب ، و صور الروائع بالماء اللذيذ العذب الذي يُشرب و جعل الشاعر الغروب منهل الماء أو المورد و المنبع الذي نشرب منه الماء وهذا يوحي بجمال منظر الغروب .
8- في شفقه هومت نشوى مرفرفة رفّ الحمائم بين الموج و السفن
شفقه : بقية ضوء الشمس و حمرتها في أول الليل ، هومت : هزت رأسها من النعاس و تمايلت ، نشوى : سكرانة، مرفرفة : محلقة و محركة جناحيها كالطائر ، رفّ: رفرفة و طيران ، الحمائم: الحمام.
الشرح
منظر الشفق حمرته و ألوانه المتدرجة جعل خيال الشاعر و روحه تهيم و تتمايل و هي سكرانة و ترفرف مثل الحمام و تطير مثل الموج و السفن ).
الصور الخيالية : (هومت نشوى مرفرفة رفّ الحمائم)، صوّر الشاعر روحه بالإنسان الهائم المتمايل من شدة السكر كما جعل لها جناحين كالطائر ترفرف بهما كما يرفرف الحمام بين الموج و السفن وهذا يعبر عن تعلق الشاعر بالغروب و خصوصًا الشفق.
9- أوال لا عشت في رغد و في دعة إن لم أفديك في سري وفي علني
رغد : اتساع العيش و طيب العيش و الرخاء و الهناء ، دعة : الأمان و الكينة و الرفاهية و الراحة ، أفديك : أي أقول جعلت فداك أي أحميك من الخطر بتقديم روحي فداء لك و أضحي من أجلك .
الشرح: ( يعبر الشاعر عن مدى و لائه و إخلاصه لبلاده فينادي محبوبته أوال و يدعو ألا يعيش في هناء و استقرار إلا إذا فداها بروحه في السر و العلن و يقول يا وطن الأصالة و العراقة إنني على استعداد دائم للتضحية من أجلك لأستحق الحياة الكريمة و العيش في ديارك بأمان).
الأساليب البلاغية :
1- ( أوال ) أسلوب نداء يدلّ على القرب و المحبة و لذلك حذف الشاعر أداة النداء.
2- ( لا عشت في رغد و في دعة) أسلوب دعاء يدلّ على حبّ الشاعر ووفائه لوطنه.
10- أخلصت حبك لا خوفًا ولا طمعًا أيطمعُ الحر للأوطان بالثمن؟
الشرح: ( يخاطب الشاعر بلاده و يقول إنه مخلص في حبها لا خوفًا من أي إنسان ولا طمعًا في مال أو ثروة أو منصب و إنما حبه خالص لوجه اللـّ ثم يسأل هل يمكن أن يطمع الإنسان الحر في ثمــــــــــن لحب وطنـــه ؟).
الأساليب البلاغية : ( أيطمع الحر للأوطان بالثمن ؟) أسلوب استفهام يدلّ على نفي أو إنكار أن يطمع الإنسان بثمن لحب وطنه).
11- إيه ، فتاةٍ الرؤى إني لمن وطن يسعى إلى المجد رغم الويل و المحن
إيه: كلمة أمر تستخدم عند الحديث للاستزادة من حديث أو فعل ، الرؤى : مفردها الرؤية وهي ما نراه في المنام ( الأحلام )، المجد : العز و الرفعة و العظمة و الشرف الرفيع ، الويل: حلول الشر و الهلاك و العذاب، المحن : مفردها محنة وهي البلايا و المصائب.
الشرح
يخاطب الشاعر فتاة الرؤى و يقول : إني من وطن يسعى لتحقيق الأمجاد رغم ما يصيبه من بلايا و شرور ).
الصور الخيالية : ( إني لمن وطن يسعى إلى المجد ) صوّر الشاعر الوطن بالإنسان الذي يسعى لتحقيق الأمجاد و الأمور العظيمة و هذا يدلّ على شدة افتخار الشاعر بعزم أبناء الوطن للوصول إلى المجد.
الاساليب البلاغية : ( إيه ) أسلوب أمر يدل على طلب و ترجي الشاعر من الفتاة أن تستمع إلى حديثه، ( فتاة الؤى ) أسلوب نداء و قد حذف الشاعر أداة النداء.
12- يخطو إلى المجد في عزم وفي همم لا يستكين و إن طالت يد الزمن
عزم: الإرادة القوية والمفرد عزيمة، يستكين : يخضع و يذل.
الشرح
يقول الشاعر إن وطني مصمم على تحقيق المجد بعزيمة و إرادة قوية و لا يخضع للأعداء حتى لو اعتدى عليه الطغاة و جار عليه الزمان).
الصورة الخيالية: ( يخطو إلى المجد) صوّر الشاعر وطنه بالإنسان الذي يخطو وذلك يدلّ على عزم أيناء الوطن على تحقيق المجد و السعي الدائم لذالك بخطوات سريعة.
13- إني لمن أمة نيط الخلود بها مهما طغى الويل أو جارت يد الزمن
نيط: تعلق بها و ارتبط بها، الخلود: البقاء الدائم، طغى : بالغ في الظلم والجور، الويل : حلول الشر و الهلاك، جارت : ظلمت.
الشرح
يفخر الشاعر بأمته و يقول إن الخلود و البقاء الدائم مرتبط بقومه و هو قدرهم حتى لو تعرضوا لظلم الأشرار أو جور الزمان).
الصور الخيالية
طالت يد الزمن ) ( جارت يد الزمن ) شبه الشاعر الزمن بالإنسان الذي له يد و هو يظلم و يبطش بها و يعتدي على الآخرين و هذه الصورة تعبر عن قوة أبناء البحرين و قدرتهم على تحدي الطغاة.
14- غدا يطل على الدنيا برايتها و يمرع الخصب في الوديان و الحزن
راية: جمعها رايات وهي العلم، يمرع: يسرع، الخصب : كثرة العشب والخير، الحزن: المرتفعات الغليظة و مفردها الحزنة.
الشرح
يتفاعل الشاعر بالمستقبل و يتنبأ لوطنه بالمستقبل الزاهر فسوف تمتلئ البلاد بالخيرات و ترتفع راية الوطن عالية خفاقة و تخصب الوديان و السهول و المرتفعات و يعم الخير كلّ البلاد ).
الصور الخيالية : ( غدا يطل على الدنيا برايتها) صوّر الشاعر المستقبل المشرق بالإنسان الذي يطل على الدنيا حاملا ً راية الوطن و هذا دليل على روح التفاؤل لدى الشاعر و أمنياته للوطن بالخير الكثير.